لبس بعض منسوبات المستشفى لباساً ضيقاً وكشفهن عن نحورهن وسواعدهن وسوقهن
س – بعض منسوبات المستشفى من طبيبات أو ممرضات أو عاملات نظافة يلبسن لباساً ضيقاً ويكشفن عن نحورهن وسواعدهن وسوقهن، ما حكم الشرع في ذلك؟
ج – الواجب على الطبيبات وغيرهن من ممرضات وعاملات أن يتقين اللّه تعالى، وأن يلبسن لباساً محتشماً لا يبين معه حجم أعضائهن أو عوراتهن بل يكون لباساً متوسطاً – لا واسعاً ولا ضيقًا – ساتراً لهن ستراً شرعيًّا، مانعاً من أسباب الفتنة للآيتين الكريمتين المذكورتين في جواب السؤال السابع، ولقول النبي عنه: ” المرأة عورة” (1) وقوله: ” صنفان من أهل النار لم أرهما: رجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا” (2) رواه مسلم في صحيحه. وهذا وعيد عظيم، أما الرجال الذين بأيديهم سياط فهؤلاء هم الذين يوكل إليهم أمر الناس فيضربونهم بغير حق من شرطة أو جنود أو غيرهم فالواجب ألا يضربوا الناس إلا بحق، أما النساء الكاسيات العاريات فهن اللاتي يلبسن كسوة لا تسترهن إما لقصرها وإما لرقتها، فهن كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة، مثل أن يكشفن رؤوسهن أو صدورهن أو سيقانهن أو غير ذلك من أبدانهن وكل هذا نوع من العري، فالواجب تقوى اللّه في ذلك والحذر من هذا العمل السيئ وأن تكون المرأة مستورة بعيدة عن أسباب الفتنة عند الرجال، وشرع لها ذلك بين النساء؛ تكون لابسة لباس حشمة حتى يقتدى بها بين النساء، والواجب تقوى اللّه على الطبيب والطبيبة والمريض والمريضة، والممرض والممرضة لا بد من تقوى اللّه في حق الجميع، كما أن الواجب على الطبيبات والممرضات تقوى اللّه في ذلك وأن يكن محتشمات متسترات بعيدات عن أسباب الفتنة. واللّه الهادي إلى سواء السبيل.
(هذه الفتوى ألقيت في ختام محاضرة لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله بعنوان كلمة إلى الطبيب المسلم بمستشفى النور بمكة المكرمة عام 1410هـ في شهر رجب) .
([2]) مسلم اللباس والزينة (2128) ، أحمد (2/356) ، مالك الجامع (1694) .