ما حكم رفع الأصوات في المستشفى
س – بعض منسوبات المستشفى تكون أصواتهن مرتفعة عندما يتحدثن مع بعضهن أو مع زملائهن من الرجال وبعضهن يصافحن الرجال من أطباء وغيرهم، فما حكم الشرع في ذلك؟ وهل علينا إثم في السكوت؟
ج – الواجب على الأطباء والطبيبات أن يراعوا أحوال المرضى والمريضات وألا ترتفع أصواتهم عندهم بل يكون ذلك في محلات أخرى.
أما المصافحة فلا تجوز أن يصافح الرجل المرأة إلا إذا كانت من محارمه، أما إذا كانت الطبيبة أو الممرضة ليست من محارمه فلا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إني لا أصافح النساء” (1) وقالت عائشة – رضي اللّه عنها -: “واللّه ما مست يد رسوله اللّه صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط، ما كان يبايعهن إلا بالكلام عليه الصلاة والسلام” (2). فالمرأة لا تصافح الرجل وهو غير محرم لها؛ فلا تصافح الطبيب ولا المدير ولا المريض ولا غيرهم ممن ليس محرماً لها بل تكلمه بالكلام الطيب وتسلم عليه لكن بدون مصافحة وبدون تكشف فتستر رأسها وبـدنها ووجهها ولـو بالنقاب لأن المـرأة عـورة وفتنـة واللّه – جـل وعـلا – يقول:( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) (3) ويقول سبحانه: ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (4) والرأس والوجه من أعظم الزينة، وهكذا ما يكون في يديها أو رجليها من الحلي أو الخضاب فكله فتنة للآيتين المذكورتين. والمقصود أنها كلها عورة فالواجب عليها التستر والبعد عن أسباب الفتنة. ومن أسباب الفتنة المصافحة.
(هذه الفتوى ألقيت في ختام محاضرة لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله بعنوان كلمة إلى الطبيب المسلم بمستشفى النور بمكة المكرمة عام 1410هـ في شهر رجب )
([1]) الترمذي السير (1597) ، النسائي البيعة (4181) ، ابن ماجه الجهاد (2874) ، أحمد (6/357) ، مالك الجامع (1842) .
([2]) البخاري تفسير القرآن (4609) ، مسلم الإمارة (1866) ، الترمذي تفسير القرآن (3306) ، ابن ماجه الجهاد (2875) ، أحمد (6/270) .
([3]) سورة الأحزاب ، الآية : 53 .
([4]) سورة النور ، الآية : 31 .